العلم العلم هو النور الذي يضيء للإنسان طريقه، ويهديه إلى الصواب والرشاد، فيتعرف من خلاله على كيفية التعامل في إطر الحياة الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والدينيّة، والسياسيّة، كما يُعدّ أساساً لتمدّن، ورقيّ الأمم، وتطوّرها، فبه تخرج الأمم من الظلام إلى النور، وترفع راياتها، وتحقّق أهدافها، فقد قال العلماء الكثير من الحكم التي دلّت على أهميّته مثل قولهم: (اطلب العلم من المهد إلى اللحد)، و(العلم نور، والجهل ظلام)، وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن الفضائل التي يحقّقها العلم لطالبه.
فضل طلب العلم أكّد ديننا الإسلاميّ على فضل العلم وطلبه، وخصّص له قيمة عظيمة بأن جعل العلماء ورثة الأنبياء، وجعل فضل الإنسان العالم يفوق فضل العابد بقدر المسافة بين الأرض والسماء، وفضائل العلم هي كالتالي:
- تهذيب النفوس: حيث يعمل العلم على تربية النفس الإنسانيّة، وتنقيتها، وتطهيرها، وتخليصها من الأخلاق والصفات الرذيلة، ويقوّم سلوكها، ويعدّل عقيدتها، فتعرف خالقها، فتتبع أوامره، وتجتنب نواهيه.
- مخافة وخشية الله: تتحقّق هذه الخشية عندما يتبع الإنسان طريق العلم، فكلما زادت المعرفة عند الإنسان كلّما زادت خشيته من الله سبحانه وتعالى، والدليل على ذلك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 107].
- تنوير البصيرة: هي كلمة تحمل معاني كثيرة منها الإدراك، والفطنة، والنظر إلى أبعاد الأمور وخفاياها، حيث يصبح مالكها مبصراً بالأمور بقلبه قبل عينه، وهي هبة منحها الله للكثير من الناس، ويمكن تنميتها من خلال طلب العلم، والاستزادة منه.
- العلم مقدّم على العبادة: حيث قدّمه الله سبحانه وتعالى على العبادة، وسهل لسالكه طريقاً إلى الجنة، كما عدّ من يموت خلال طلبه في بلاد الغربة شهيداً؛ وذلك لأن العلم هو الطريق التي تتبعها العبادة، فالعابد يتبع العالم، كما أن أثره يبقى بعد موت صاحبه، على العكس من العبادات التي تنقطع وتنتهي بموت صاحبها، وبذلك كان العلم أفضل من النوافل.
- جهاد في سبيل الله: ممّا لا شكّ فيه أنّ الجهاد هو أعظم وأفضل الأعمال عند الله، لكن ذهاب المسلمين جميعهم إلى القتال يعرضهم للخطر، ويعطل أعمالهم، وبذلك كان من الأفضل بقاء البعض ممن لا يستطيعون تحمّل مشاقّ الحرب وشدتها، وهم ضعاف البنية الجسميّة، فيجاهدون بأيديهم وألسنتهم، من خلال ما يتّصفون به من سرعة الفهم، والنبوغ، وقوّة الحفظ، فيخدمون العلم، ويجاهدون به الأعداء.
آداب طلب العلم - التأدّب في طلب العلم وذلك مع المعلّم، أو الشيخ.
- الصبر في طلب العلم، والحرص على عدم الشعور بالملل.
- العمل بكل ما يكتسب من معرفة، وعدم كتمانها، وتعليمها للناس، ونشرها.